الاثنين، 1 أغسطس 2016

قصة طفلة العاشرة مساءحزينة وقصيرة جميلة جدا


قصة طفلة العاشرة مساء من اروع ما قرات قصة حزينة ومأثرة وجميلة

قصة (طفلة ُالعاشرةِ مساءً)
طفلة،العاشرة،مساء،قصة،جميلة،صورة،ادبية

متمتمٌ بإحدى اغاني مطربه ُالمفضل...
كان يسير في احد الاسواق ..تشد إنتباهه ُكل فتاةٍ تمر في الشارع..
عندما دق جرس هاتفه المحمول ..
نعم ..أتنزه..لم أجد وظيفة حتى الآن ..
مازلت عاطلاً...ماذا ؟
نعم يريدون وساطة او فلوس, لكن تعلم ..لاعندي هذا ولا ذاك..كلا..
لقد استغلوكم يا صاحبي..مع السلامة.

أعاد هاتفه الى جيبه ..
وتمتم..ثورة وتغيير ..ضاع الشباب ياربي..!!
واصل نزهته ُفي الشوارع...
بدء يشتمُ رائحة ًسيئة..ياه.. مجاري في كل مكان ..
فجأةً إنطفأت الكهرباء وبدء أصحاب المحلات بتشغيل المولدات وإشعال الشموع..ابتسم إبتسامةً ساخرة..
هاه..        قمة الرومنسية..
توقف لوهلة أمام بائع البليلة ليشتري طبقاً...
الساعة الآن العاشرة مساءً...
عندما أحس بأحدهم يجر ثوبه..
التفتَ ليجد طفلةً صغيرة في الثامنة من عمرها،
تمسك بيدها علبة علكة ..
تُظهر تقاسيم وجهها مرارة حاضرها وعتمة مستقبلها...
تلبسُ ملابس اشتكى الخيط من ترقيعها والماء ُمن غسلها..
اشتري مني ياعم الله يخليك..
وبدءت تسكب ُعليه الدعوات..
وهو يقف مذهولاً وينظر الى ساعته،إنها العاشرة ُمساءً ياربي وهذه الطفلة هنا...!!
ولم يخترق ذهوله الا صوت أحدهم يخاطبها بأسلوبٍ ماكر ..هيا معي الى البيت وسوف أشتري منك كل العلبة..
مردفاً كلامهُ بضحكةٍ لئيمة...
أشعل هذا المشهد غضبه فصاح بالرجل ..
اذهب من هنا إيها الغبي ..
نظر الى الصغيرة ورعشة خوفٍ وألمٍ تشلُ جسده...
مد يده ُالى جيبه ليُخرج ماتبقى معه من ريالات وناولها...عودي الى البيت الآن ...
ألمٌ غريب اعتصر فؤاده ..      مسكينةٌ هذه الصغيرة... 
تلفت حوله وكأنه ُيرى كل شيء ٍلأول مرة...
الأطفالُ في كل مكان ...     يتسولون ..يعملون...ينامون في الشوارع تحت وطأة ذاك البرد القارص...
ليس الأطفال فحسب...الكبار أيضاً...ياه..
الكثير منهم مشردين ومحرومين...
وقف وهلةً يتأمل حياته..يتأمل كل شيء حوله..يتأمل واقع بلادة...أدرك حينها أنه لابد من التغيير ...لابد من الثورة...فحث خطاهُ سريعاً لساحة الحرية و التغيير...
لأجل مستقبلٍ أفضل

                                                         بقلم الكاتبة/سلوى العريفي 

هناك تعليق واحد: